د . مظفر قاسم حسين
١٥ كانون الثاني / يناير ٢٠١٤
في لقاء على قناة الشرقية نيوز التي تبث برامجها من لندن ظهر السيد ابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني ليجيب عن أسئلة تتعلق بواقع العراق السياسي والامني ، وكان كعادته متفائلا ويتوقع مستقبلا باهرا للعراق ، ولا يعلم أغلب العراقيين من أين يحصل السيد الجعفري على هذا التفاؤل الغريب وهم يعيشون حالا مزرية على جميع الصعد … السياسية ، حيث يعيش سياسيو العراق حالا أسميها حال ” الطلاق السياسي ” في ما بينهم تارة وبين كتلهم الممثلة بالبرلمان تارة أخرى فضلا عن التناحر والتسقيط السياسي والتصفيات الجسدية ، والامنية حيث الانفلات والتدهور الامنيين الواضحين المتمثلين بسيطرة بعض الجماعات المسلحة “خاصة التي ترتدي الزي الامني الرسمي “! على مناطق متفرقة من مدن العراق لتنفيذ عمليات دهم وخطف وقتل وقطع للرؤوس وخلال شهر نوفمبر من عام 2013 راح ضحية التدهور الامني ما يقارب الالف شخص .. والخدمية حيث مازالت معضلة الكهرباء عصيّة على الحكومة وغرق شوارع ومناطق عدة في العراق اثر ألامطار وغيرهامن المعضلات .. والاجتماعية والاقتصادية حيث ملايين العراقيين صاروا تحت خط الفقر في “دولة” لديها ميزانية خرافية ضاعت أغلبها في غياهب جبّ الفساد المالي والادراي الذي تغض عنه الحكومة في العراق الطرف حيث لم نشهد طوال عشرة أعوام محاكمة واحدة لمئات الفاسدين الناهبين لثروات وقوت الشعب.
لكن ما يلفت الانتباه حقا في ذلك اللقاء أجاب السيد الجعفري عن سؤال حول الوجوه السياسية التي يمكن أن تشارك في انتخابات أبريل 2014 قائلا إن الوجوه والكيانات التي ستشارك في الانتخابات هي ذات الوجوه وذات الشخصيات ،وعدد بعض الاسماء ، وعلى العراقيين أن ينتخبوهم ! ثم قال باللهجة العراقية ” هؤلاء هم نحن ماكو غيرنا”! أي ” لا يوجد غيرنا ” . وللأسف تم التغاضي عن هذا الجواب الذي مرّ مرور الكرام أثناء اللقاء في الوقت الذي تعني فيه هذه العبارة ما تعني من استهزاء وانتقاص واضحين لطاقات العراقيين ومصداقيتهم ووطنيتهم ،فكيف يجب على العراقيين انتخاب شخصيات أوصلت العراق الى هذه المهزلة من الطائفية والمحاصصة والقتل بالجملة؟ شخصيات أثبتت فشلها الذريع في إدارة زمام الامو ر، شخصيات لا تفقه ألف باء السياسة . ثم كيف أن العراق لا يوجد فيه أشخاص وطنيون حقيقيون من بين ملايينه الكريمة ليقودوا العراق الى برّ الامان لا الى مصير في أنفاق مظلمة مجهولة ؟.
ولكن ربما سيأتي الرّد من الناخب العراقي هذه المرة ليردوا على المرشحين بقولهم ” ماكو غيرنا ” الذين يحددون من هم قادة العراق الجدد …
هذا اذا ما تم التصويت على أساس المصلحة الوطنية لا على أساس التعصب المذهبي أو الطائفي.