ظاهرة الشعبية في الوطن العربي
د مظفر قاسم
أيلول/ سبتمبر 2010
كم قائدا عربيا في وطننا العربي ؟ وكم منهم يملك شعبية ياترى ؟ سؤالان نوجههما الي الشعوب العربية والى القادة أنفسِهم لنصل الى نتيجة كارثية مفادها نحن أمةٌ تكاد تكون خالية ًمن قادة حقيقيين ، وإن كان هناك قادة … فمعظمهم عراة عن الشعبية ، لان الامة عجزت عن انتاج قيادات وزعامات قادرة على ملء الفراغ القيادي …
قيادات تواجه تحديات الحاضر والمستقبل …
قيادات تتبنى مشاريع التحرر والديموقراطية والتقدم العلمي والتكنولوجي خدمة للانسان …
قيادات تواجه الاستعمار الذي مازال ينساب الى وطننا العربي كالطوفان فأغرق دولا وأخرى دخل من تحت ابوابها الى أن ترضخَ أمتـُنا لهذا الاستعمار ..
ليس مقالنا هذا هجوما على قادة العرب (فعروبتنا دفعتنا لكتابته) ، بل تنبيه لهم كي يفيقوا من سباتهم ويفكروا في قيادة هذه الامة ذاتِ التاريخ العريق والحضارات النيّرة التي أنارت دروبَ العالم المظلمة ، ألا يكلـّف قادتـُنا أنفسَهم بقراءة تاريخنا ليجدوا قادةَ الامس ماذا قدّموا لامتنا ؟ بدءً من قائد الامة العظيم الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) الذي جاء للبشرية جمعاء ولم يختص بفئة معينة أو طائفة معينة مرورا بخلفائه والتابعين ..
والسؤال هنا … هل يملك القادة العرب أجندةً لمستقبل الامة العربية ؟ أو إنهم منهمكون في المشكلات الحالية فقط التي بالكاد يحلون جزءً يسيرا منها ؟ لو كان هناك برنامج مستقبلي واضح لما وقعنا في صراعات ودوامات لا نهاية لها .. وما كان الاستعمار في أحضان هذه الامة .
أين أنتم أيها العرب من الدول المتقدمة؟ متى ستخرج أمتـُنا من نطاق دول العالم الثالث؟ ثم أين أنتم أيها الشعب العربي؟ أم أنكم ستقولون (رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ) ؟… لماذا لا تطالبون القادة بوضع برنامج مستقبلي؟ أليس من الواجب على كل قائد عربي أن يُعلِنَ عن برنامجِه القيادي للأمة التي يقودها ؟ أم الهدف هو الجلوس على كرسي العرش وتسلم سدّة الحكم فقط؟ أين أنتم أيها القادة من الحديث الشريف (كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته )؟ آه ٍ على الرّعية المظلومة المنكوبة … آه ٍ على الشعوب النائمة المكروبة … آه ٍ على الارادة المسلوبة…
أأنا عربي؟ فما موقعي من العالم ؟! ومن المسؤول عن ذلك ؟ أنحن خيرُ أمة أُخرجت للناس ؟… أوهذه هي حالـُنا ؟! أتذكر أستاذي في التاريخ كان يعرّف القائدَ بالموجـِّه … فإلى أين يوجِّه قادتـُنا شعوبـَهم ؟ أإلى الكوارث والنكبات ؟ أم الى الذّل والهوان ؟ .. أمة تعيش في تيه وتخبّط وخسران..
أخشى أن يأتي زمان .. تعود فيه العبودية الى الأوطان عفوا..عفوا ، قد عادت العبودية الى بعض الاوطان وهم يعيشون الآن تحت نير الاستعمار والديكتاتورية والطغيان ، والقادة يجتمعون في كل مكان، ويخرجون لنا، ببيان ، سرعان ما يكون في طيّ النسيان … فهنيئا لأمة العـُربان.